بالطبع قد يبدو السؤال سخيفاً بعض الشيء، لكنه يحمل ضمن طيّاته أهمية بالغة في ظل تطوّر استخدام الليزر هذه الأيام، فقد تم تصميم الليزر ليكون آمناً للاستخدام اليومي، لكن السؤال يدور حول كميّة الليزر التي يُمكنها التدمير وتكوين سلاحاً رادعاً للكثيرين؟
نظرة سريعة حول الليزر
قبل البدء في معرفة خطر الليزر دعنا نوضحه أولاً من جانب الفيزياء التي درساناها بالمرحلة الثانوية، فما هو الليزر؟
الليزر هو عبارة عن تضخيم لموجات الضوء من خلال الإنبعاث المستحث للإشعاع، أي أنه شعاع من الضوء بمثابة حفنة من الفوتونات لكنها تتحرك في نفس الاتجاه، ويُمكن استخدام ليزر متعدد الإتجاهات ولكن بطاقات أعلى بكثير من التي يستخدمها شعاع الليزر العادي، كما تمتلكها بعض القوات العسكرية التي يُمكنها نسف طائرات ومركبات في لحظة تسلط الليزر عليها.
تعتمد قوّة أي ليزر – نعني خطر الليزر – على كمية الطاقة التي ينتجها والتي تُقاس بالمللي وات، ويوصى صحياً أن تكون جميع أشعة الليزر أقل من أو تساوي 5 مللي وات، وتُنتج مؤشرات الليزر الترفيهية العادية قدرة شعاع حوالي 1 مللي وات.
تكمن مخاطر الأشعة تحت الحمراء والتي تعتبر بمثابة القاتل غير المرئي في نفس المستوى، ولعل خطره يُمكنه حرق شبكية العين دون ان ترى أي أشعة له في حالات معينة، وعلى الرغم من قدرته على حرق شبكيّة العين، إلا إنه لا يُمكنه قتلك بسهولة، وللوصول إلى ذلك عليك باستخدام قدرات أكبر من 5 مللي وات.
دعنا نخوض في تفاصيل إنتاجه قليلاً
الشيء الأكثر جنوناً في الوصول إلى شعاع ليزر نقي هو عملية تركيز الأشعة الليزرية التي تعمل بالطاقة المنخفضة وإنشاء شعاع على مستوى رفيع واحد، لكنها ليست بالمهمة السهلة، لكنك ستحتاج إلى حزم متعددة من مؤشرات الليزر التي يُمكنك تركيزها من خلال عدسة ترسل طاقة جنباً إلى جنب في إتجاه الهدف.
نحن لا نُبيّن طرق القتل باستخدام ليزر ذو قوة ما لاستخدامها في الحياة العملية، لكننا نوضّحها لك كي تكون على دراية تامة بما يدور من حولك وتتجنب ذلك من خلال مؤشرات استخدام أي ليزر.
لعل أول طريقة يُمكن للهواة قتل الأشخاص بإستخدام ليزر هو حرق شبكية العين والتي يُمكنها التأثير على أنسجة المخ للأشخاص، على الرغم من أنه يستغرق بعض الوقت باستخدام أشعة ليزر ذو قوة عالية، إلا أن تركيز الليزر على نقطة معينة قد تصيبها بالشلل أو عدم القدرة على الحركة.
عند تركيز أشعة الليزر ذو القوة العالية على منطقة الدماغ يُمكنها ان تذوب من خلال الائتلاف المركز لمؤشرات الليزر مما قد يسبب ذهاباً للعقل أو حرق خلايا المخ، وتعد عملية تفجير أدمغة البشر تقنية مزدهرة في مجال علم الأعصاب، ففي الجرعات الصغيرة يُمكن لأشعة الليزر أن تُهيّج من نشاط الدماغ وعلاج الألم، وذلك بعد تجربتها على أدمغة الفئران لإثبات صحة العملية قبل تطبيقها على البشر، لكن احذر من تسلط الليزر المتواصل والذي يُمكنه إلحاق ضرر كبير في الدماغ.
حسناً، كم من مؤشرات الليزر يُمكنها إتمام عملية القتل؟
بعدما أكّدت الدرسات على أن الليزر يتم تركيزه من خلال عدسة لإنشاء شعاع أقوى بغض النظر عن الظروف المناسبة، لذا فإن الليزر عالي القدرة يُمكنه أن يحرق شبكية العين مسبباً فقدان حاسة الإبصار أو ذوبان الدماغ مما يسبب تعطيلها لفترة كبير من الوقت، لكن بكم من المؤشرات؟
وفقاً لجمعية الفيزيائيين الأمريكيين فإن حزمة المؤشرات تكون كبيرة جدا، ولعل الأمر لا يعتمد على عددها بل يعتمد الأمر على قدرة هذه الحزمة على حرق أو غلي الأنسجة البشرية أياً كان مكانها، ويستطيع الليزر ذو قدرة 1 كيلو وات غلي الأنسجة البشرية الموجودة بالعين في كمية بسيطة من الزمن، وهذا يعني أنه لن تفلت من عملية تسلّط لليزر، لكن إذا ما اردنا ان نحسب القدرة الفعلية بمقياس ليزر عادي ذو قدرة 5 مللي وات، فإن الأمر يتكلف حوالي 200 ألف مؤشر ليزر مُركّز في نقطة واحدة لقتل البشر، وذلك على افتراض أن قدرة أقلام الليزر الشائعة حوالي 5 مللي وات، فإذا كانت لديك حزمة منهم فهي كافية لإنهاء حياة أحدهم إذا ما تم تركيزها في نقطة واحدة خلال دائرة واحدة.
المصدر اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق